واصلت انشطة مؤتمر الصحافة الاسلامية الاول اعمالها في الفترة المسائية بندوة بعنوان «الصحافة الاسلامية وتحديات المستقبل» ترأس الجلسة: يوسف عبدالرحمن مستشار تحرير جريدة «الأنباء» بدولة الكويت وحاضر فيها عادل الانصاري رئيس تحرير جريدة الحرية والعدالة بمصر، وعبدالعزيز قاسم الكاتب الصحافي السعودي وعقب عليها د.محمد مورو رئيس تحرير مجلة المختار الاسلامي بمصر.
واستهل الانصاري الندوة بمحاضرة بعنوان «الصحافة الاسلامية تحديات واستراتيجيات» حيث قال: نطرح في هذه الورقة بصورة سريعة طرفا من اعراض ومظاهر الازمة ومكوناتها، ثم نطرح طرفا من التحديات والعقبات التي تواجه الصحافة الاسلامية ثم محددات ورؤية لاستراتيجية اعلامية للمشروع الاسلامي.
وأضاف الانصاري: ان هذا في حد ذاته يطرح مجموعة من المفاهيم وأول هذه المفاهيم ان الحديث عن صحافة واعلام اسلامي لا يعني اننا نحجب الانتماء الاسلامي عما سواه، ولا نقصد به اننا نصادر على تدين احد، الا اننا في كل الاحوال نقر واقعا ارتضاه كل طرف وقصده كل اتجاه.
وتابع: ثاني هذه المفاهيم ان هناك تعددا وتنوعا حضاريا بين من يتبنون المشروع الاسلامي عامة، والعاملين في حقل الصحافة الاسلامية والاعلام الاسلامي بصفة خاصة، وهو تنوع محمود اذا احسن التعامل معه، وتعدد مطلوب اذا انطلقنا به الى غايات متكاملة ومقاصد متجانسة.
ويستطرد الانصاري: ثالث هذه المفاهيم ان داخل المربع الاسلامي وفي حقل الصحافة الاسلامية، هناك ظروف تتباين من منظومة فطرية الى اخرى ومن مكون ثقافي الى ما سواه ومن اطار جغرافي الى غيره، مضيفا: رابع هذه المفاهيم ان التباين الوارد في المشارب والمكونات والخبرات والتجارب لا يعني بالضرورة عدم القدرة على ايجاد قواسم مشتركة بين العاملين في مؤسسات الاعلام والصحافة الاسلامية.
وأضاف: اما خامس هذه المفاهيم فهو ان التباينات التي فرضتها تنوعات الواقع لها وجه ايجابي في اطار التكامل والتعاون بين الاطراف المختلفة والمكونات المتعددة، فالجميع يسعى الى هدف واحد ويستكمل مع غيره جانبا من الاستراتيجية.
ثم تحدث الانصاري عن ابرز التحديات التي يمر بها المشروع الاسلامي في مجال الاعلام وأوجزها في:
1 - تحديات فنية.
2 - تحديات تمويلية.
3 - تحديات خارجية.
4 - تحديات مشتركة.
واختتم الانصاري محاضرته باعطاء اهمية للابحاث الميدانية للتعرف على الاحتياجات الحقيقية للجماهير.
أما عبدالعزيز قاسم فقد قدم بحثا بعنوان «الصحافة الاسلامية وتحديات المستقبل» حيث تحدث عن المجلات السعودية والكويتية كمجلة الدعوة السعودية، ومجلة المجتمع الكويتية ومجلة البيان الاسلامية السعودية.
ثم عدد قاسم التحديات التي تواجه الصحافة الاسلامية وهي كالتالي.
٭ عدم وجود اكاديميات علمية اعلامية كبيرة بالعالم الاسلامي، تقوم بتخريج اعلاميين.
٭ ضعف الدعم المادي للاعلام الاسلامي.
٭ نشوء الصراعات بسبب التعصب الحزبي، وأضرب لذلك مثالا بمشروع «اسلام اون لاين».
٭ ومن التحديات التي تواجهها الصحف والمجلات الورقية خاصة، تحول الناس الى الانترنت بما فيه، وشغفهم به وبمتابعته، ولمواجهة هذا التحدي ينبغي ان تواكب الصحافة المقروءة، هذا التطور الجديد، وتنشئ المواقع الالكترونية الخاصة بها، وتنشر مقالاتها ورسائلها في مواقع التواصل الاجتماعي كـ «الفيسبوك» بوك» و«توتير»، وهذا ما تنبهت إليه أخيرا عدد من المجلات الإسلامية وعلى رأسها الوعي الإسلامي، وبالمجلة فإن الطرح القيم هو ما سيلتفت إليه الناس، في أي وسيلة كانت.
٭ قوة الإعلام المضاد للإعلام الإسلامي وتميزه، وإمكاناته الجبارة، ولمواجهة هذا التحدي ينبغي على كل وسيلة إعلامية إسلامية أن تستفيد من كل تطور تقني حديث، وان تهتم أكثر بالإخراج وبالأمور الشكلية، كما تهتم بالمضمون.
وأضاف قاسم أن من ضمن هذه التحديات:
٭ التدخل الحكومي للضغط على الوسيلة الإعلامية وهذه مشكلة تعاني منها أكثر الوسائل الإعلامية في عالمنا العربي.
٭ ضعف القيادات الإدارية المتميزة في كثير من الوسائل الإعلامية الإسلامية.
ثم عقب د.محمد مورو مبينا المهمة الأساسية للصحافة الإسلامية فقال: نحن اليوم في حالة جديدة غير مسبوقة، لها سماتها الخاصة التي ينبغي على المفكرين والعلماء والفقهاء أن يدرسوها بجدية ووعي وإدراك، وأن يقدموا الأطروحة والسلوك والنموذج الفكري والحركي الملائم لها حتى لا تتأخر الفرصة، وهي بالتأكيد لن تضيع، إن شاء الله، لأن المنحنى بدأ في الصعود، وفي حالة المنحنى الصاعد، فإن النجاح، إن شاء الله حتمي، واستراتيجي.
ندوة الفعل ورد الفعل
وفي ندوة الصحافة الإسلامية بين الفعل ورد الفعل تحدث مدير مركز البدر للاستثمارات الصحافية في مصر بدر محمد بدر وقال: يمكن القول بكل ثقة واطمئنان إن الحفاظ على الهوية الإسلامية، ورد الشبهات عن الفكر الإسلامي، والدفاع عن تاريخ الأمة، والذب عن حياض الإسلام وعلمائه ودعاته، وتفنيد حجج المخالفين والخصوم، احتلت المرتبة المتقدمة بدرجة أو بأخرى في اهتمامات المجلات الإسلامية على اختلاف طرائق ملكيتها، ومدى دوريتها، وما إذا كانت عامة شاملة أو دينية فقهية خالصة.
وأوضح ان المجلات الإسلامية نجحت في أداء هذا الدور وتلك الرسالة طوال نصف القرن الأخير، بشكل كبير ومؤثر، وبالإضافة إلى ذلك نجحت في الآتي:
٭ نشر ثقافة الوسيطة والاعتدال بين القراء، والعمل على احترام التعددية الفكرية والمذهبية، وحصار التطرف والتشدد، بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالحوار الإيجابي الهادف والبناء.
٭ نشر الثقافة الفقهية والشرعية بين قطاع كبير من الناس، الذين لم يكن من السهل الوصول إليهم، وإتاحة الفتاوى للجميع تيسيرا وتوجيها، وهو ما ساهم في دعم الصحوة الإسلامية في المجتمع.
٭ الرد على القضايا والاتهامات والأكاذيب التي يروج لها الملحدون واليساريون والمتغربون ضد الدين عموما.
وعن أهم المشكلات التي تواجهها المجلات السلامية قال: إن المجلات الإسلامية تعاني بشكل عام من مجموعة من المشكلات والعقبات، إذا تم حلها فسيكون الأداء أفضل، نذكر منها:
٭ ضعف الإنفاق المادي وقلة الأجور عن مثيلاتها من المجلات الأخرى، العلمانية والفنية وغيرها، وهذا يؤثر بالطبع في جمال الشكل الفني، كما يؤثر في جودة المادة المكتوبة بصورة عامة.
٭ ضعف الاهتمام بتدريب الكفاءات الفنية والصحافية، وعدم احترام التخصص المهني في كثير من الأحيان، وقلة الاستفادة من تكنولوجيا العصر في تطوير العمل.
٭ تباعد دورية الصدور لدى كثير منها (شهرية أو فصلية)، حيث ان إيقاع العصر الآن يحتاج المعلومات الأسرع وصولا إلى القراء، والتجاوب مع احتياجاته.
٭ ضعف التوزيع أحيانا، نتيجة عدم الاهتمام أو محلية المجلة أو إهمال شركات التوزيع أو عدم تطوير المجلة باستمرار تحريريا وفنيا.
تعقيب د.بسام الشطي
وعقب د.بسام الشطي الأستاذ بجامعة الكويت على ما طرح في الندوة قائلا: يجب أن تقف الموقف المدافع عن الإسلام دائما كرد فعل لهجمات أعدائه عليه، بل يجب أن نخاطبهم على قدر عقولهم بالكلمة الطيبة، ونجادلهم بالتي هي أحسن. والمسلم مأمور باستخدام جميع الوسائل الإعلامية مع الاعتدال في الطرح.
يوسف عبدالرحمن يطالب بموقف إسلامي عالمي يدعم الإعلام الإسلامي ويمول مطبوعة إلكترونية بجميع اللغات
قدم مستشار الادارة العامة الزميل يوسف عبدالرحمن ندوة «الصحافة الإسلامية وتحديات المستقبل» بكلمة طالب فيها بإشهار وقف إسلامي عالمي يدعم الإعلام الإسلامي ويمول مطبوعة عالمية إلكترونية بجميع اللغات لتساير العصر وفيما يلي كلمة الزميل يوسف عبدالرحمن:
من نافلة القول أن نتقدم لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية باسمكم جميعا بالشكر والتقدير والعرفان على عقد هذا المؤتمر تحت شعار الصحافة الإسلامية خطاب متجدد الى وزيرها المفضال الأستاذ هاني حسين ووكيلها الدينامو د.عادل الفلاح وإخوانه الوكلاء والشكر طبعا موصول لمجلتنا العريقة الوعي الإسلامي لرئيس تحريرها فيصل العلي، وكوكبته الانكشارية.
أنا شخصيا أفخر واعتز بأنني أحد مخرجاتها فلقد رافقتني في مسيرتي الإعلامية نعم كانت كويتية المنشأ لكنها عالمية الرسالة وكانت واخواتها مجلة العالمية والمجتمع والفرقان والنور وملحق الإيمان الذي يصدر عن «الأنباء» والملحق الإسلامي الذي يصدر عن الوطن الدعوة والمسلمون والأمة والمختار الإسلامي والمنار خير سفراء لتأصيل الهوية الإسلامية وتعزيز الشعور بالانتماء للأمة.
أنا اليوم أترحم على مشايخنا وأساتذتنا وعلمائنا الأجلاء وأولهم فارس الصحافة الإسلامية الرائد المؤسس شيخنا محمد رشيد رضا – رحمه الله – الذي أرسى دعائم العمل الصحافي الإسلامي في مجلته التاريخية المنار العتيدة. عندما كنت مديرا للإعلام بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومدير تحرير مجلة العالمية أتذكر اننا في صفر 1420هـ الموافق يونيو 1999 عقدنا مؤتمرا محليا بعنوان «واقع وهموم الصحافة الإسلامية» ودعونا اليه جميع العاملين في مجال الإعلام الإسلامي وذيلنا توصياتنا بمقترح برغبة عقد مؤتمر إسلامي تشرف عليه وزارة الأوقاف وأقدم كتابي هذا للجنة التوصيات. نحن سعداء اليوم أن نجد توصية تحققت من مؤتمر يخص الإعلام الإسلامي ولم تحفظ كالعادة في الأدراج أو تضيع وتزروها الرياح ونقولها شكرا لمجلة الوعي الإسلامي وقبل ان نبدأ ندوتنا المسائية والتي عنوانها «الصحافة الإسلامية وتحديات المستقبل» والتي يسرني أن أديرها بمشاركة أساتذتي أ.عادل الأنصاري رئيس تحرير جريدة الحرية والعدالة بمصر وأ.عبدالعزيز قاسم كاتب صحافي من المملكة العربية السعودية الشقيقة، وسأترك التعقيب لأستاذنا د.محمد مورو رئيس تحرير مجلة المختار الإسلامي بمصر.
3 من فرسان الصحافة الإسلامية سيبحرون بنا لاستشراف مستقبل الصحافة الإسلامية والتحديات، أنا مازلت آمل في الحقيقة وأنا استشرف المستقبل ان تضم التوصيات الصادرة عن هذا المؤتمر بندا خاصا بإشهار وقف إسلامي عالمي يدعم الإعلام الإسلامي يمول مطبوعة عالمية إلكترونية وبجميع اللغات لنساير لغة العصر خاصة بعد بروز أجهزة التواصل الإلكتروني، وآمل ان أرى موقعا إلكترونيا يمثل الصحافة الإسلامية بكل اللغات الحية لأن هذا الجيل ليس لديه مرجعية مثلنا، حيث ساعدتنا الإصدارات الإسلامية العريقة التي تؤصل هويتنا واعتزازنا بالانتماء لأمة الإسلام، وكذلك وجود بنك للمعلومات يتكامل من خلال الربط ليشكل إرثا ومرجعا لنا جميعا ممن يعمل في قطاع الإعلام الإسلامي.
الورقة الأولى: الصحافة الاسلامية تحديات مع استراتيجيات يقدمها الاستاذ عادل الانصاري مواليد عام 1965 سوهاج وهو احد ابطال ثورة 25 يناير رئيس تحرير جريدة «الحرية والعدالة» اليومية وكان سابقا ايضا مديرا لجريدة «آفاق» العربية المصرية. الورقة الثانية: الاستاذ عبدالعزيز قاسم، الصحافة الاسلامية وتحديات المستقبل من مواليد الطائف 1965.
حاصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات من جامعة الملك عبدالعزيز يعمل حاليا في قناة فور شباب برنامج «حراك» له مشاركات سياسية في الحوار الوطني. أشهر مؤلفاته 6 من المؤلفات كتاب «مكاشفات والتقارب المذهبي في المملكة العربية السعودية» وكتاب عن الاستاذ د.عبدالقادر طاش سيرة وحياة.
المعقب
د.محمد مورو – مواليد 1955 ـ الجزيرة في الدقي، مفكر اسلامي مصري له نحو 100 كتاب في مختلف قضايا التحديات الاسلامية.
عرفناه وتابعناه من خلال مجلة «المختار الإسلامي» العتيدة فاز باكثر من جائزة افضل مفكر عربي منتدى الوسطية انا شخصيا تعجبني وسطيته واعتدال اطروحاته واهتمامه بادب الاطفال.
يكتب في عدد من المواقع الالكترونية مثل الجزيرة، المعرفة، المسلم اليوم، اسلام اون لاين، الشريعة، اليوم السابع.
وهو يعمل ايضا مستشارا اعلاميا في اكثر من موقع وله ايضا 55 مجموعة من ادب الاطفال، رئيس تحرير مجلة «المختار الاسلامي» في جمهورية مصر.
المداخلات
ثم تلا ذلك مداخلات حول الاوراق المقدمة لكل من الزملاء:
1- شعبان عبدالرحمن مدير تحرير «المجتمع».
2- د.بسام الشطي مدير تحرير مجلة «الفرقان».
3- عبدالعزيز السعدون من الامانة العامة لدول مجلس التعاون في الرياض.
4- باحث من وزارة الاوقاف.
التاريخ : 22/11/2012
الجريدة : الأنباء
العدد : 13189